معرض "مساحات نون". فكرة المعرض الفني بشكل عام كانت مطروحة منذ البداية كأحد آخر أحداث المشروع. لكن لم يحدد الفنان ولا النمط منذ البداية، لذا يمكننا تتبع ومعاينة المحطات الأولى قبل تحديد المسار الذي يجب إتخاذه أو التعبير الذي يجب إختياره. فالمخرجات التي حصلنا عليها من خلال التقارير والنسب والتحضيرات والدراسات التي قدمها الخبراء، كمثال في ضوء تجربة الواقع الافتراضي، تترجم إلى واقع عدم توازن في نظرة المجتمع إلى المرأة عموما ككيان قائم بذاته أو كجنس بشري يمثل نصف الكون أو كله. التنافر بين المعلن وغير المرئي، بين المقولة والصمت، بين الظاهر وغير المرئي، بين الحقيقة والباطل، يكشف. لقد كان، بصفة عامة، تمرينا صعبا جدا ومررا لنا جميعا، إذ أعطانا الحجاب وسحبت قناع مجتمع مختل له تطلعات متعددة نحو كائن هش، خال من الوجود ومريض لإرهاقه. أوضاع مقززة، صور عنيفة، أصوات، سياط، في الزوايا المظلمة المنسية... أشياء تحدث أمامنا كل يوم هنا، والآن، في كل لحظة، قد نعتني بها، وقد تمر دون أن تمس. لقد أصبحوا شيئا بسيطا وطبيعيا، لأننا تعودنا ودربنا أنفسنا على فكرة أنه لا يمكنك تغيير العالم. القصص التي نسمعها من المهاجمين في المقاهي والحانات وفي الأماكن العامة، القضايا التي ترفع إلى المحكمة، الألم الذي لا يزال في صدر فتاة التي أثرت على نفسها من الخوف والرعب. هل كان هناك حديث من فتاة أن والدها يخبرها بصفة دورية عن ورم في رأسها، ويكذب الجميع عليها ويسرقونها؟ هل من حديث من شخص يصارع ويعاني من شيئين ويصارع من أجل أكوام اللحم المطلقة، ومن كل العيون والألسنة، فالحي مليء رجمها بغياب وافتراء؟ كيف يمكنك تحويل كل هذه الحكايات إلى أشياء مادية أو إيماءات في معرض فني، وضع إصبع على الأداء أو نقطة عليه لرؤية — للتفكير — لفهم. ويتوقف قليلا. كثيرا بدلا من ذلك... وكانت الرؤية تتمثل في إقامة معرض للصور الفوتوغرافية بالأساس، وبدعوة من دائرة الفنون البصرية للفنان والمصور جيلاني بن الشيخ، وانخراطه والتزامه بالقضايا الإنسانية مع تطوره السريع في مضمون المواضيع التي طرحها. وكان ذلك في إطار إقامة فنية لمدة شهر ونصف الشهر سيحاول خلالها الفنان تقديم معرض فني بمختلف التعبيرات، والتركيز بشكل رئيسي على الصورة الفوتوغرافية في الفضاء الثقافي النموذجي No Name Artistic Studio lab

- محمد أمين حمودة أمين المعرض ومدير قسم الفنون البصرية