– من وإلى الناس – برنامج تكويني يمتدّ على عشرة أشهر، يجمع بين الفنون المعاصرة والحِرف اليدوية والتصميم المستدام ضمن ما يمكن وصفه بـإيكولوجيا الممارسات الابداعية في مختبر جماعي مفتوح للتجريب والبحث. يستهدف البرنامج الفنانين والمصمّمين والحرفيين الناشئين المقيمين في جنوب تونس، ويقدّم لهم تكوينا مهنيا متكاملا يربط بين المهارات التقنية واليدوية والتفكير النقدي والممارسات البيئية المسؤولة.
يوفّر البرنامج مختبراتٍ عمليةً، وتأطيراً احترافياً، مع إمكانية اجتياز شهادة كفاءة مهنية من قبل وزارة التشغيل والتكوين المهني، ومنحاً إنتاجيةً لدعم خمسِ ورشاتٍ مختارة، بالإضافة إلى فرصة عرض الأعمال في معارض وطنية ودولية.
يسعى هذا البرنامج إلى المساهمة في بناء جيل جديد من الممارسين القادرين على إعادة تخيّل المستقبل من خلال علاقة متجدّدة بين الإنسان والمادة والطبيعة.
كما يهدف البرنامج إلى:
*نقصد هنا بالمعارف الأصِيلَةُ والتقنيات المشاعِيَّة: هي المعارف المتجذّرة في تقاليدنا المحلية، والتقنيات التي يتشاركها الناس جماعيا وتنتقل بينهم دون ملكية فردية.
يشهد العالم اليوم تحوّلات متسارعة تدفع إلى البحث عن مقاربات جديدة تُعيد تخيّل المستقبل، وتستكشف سُبلا بديلة لمواجهة الأزمات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، لا عبر الخطاب العلمي وحده، بل من خلال الممارسة الإبداعية والمعرفية كوسائل لتجديد وعينا بالعالم، وإعادة وصل الإنسان بمحيطه الطبيعي.
وُلِدَ هذا البرنامج من مسارٍ بحثيّ طويل اشتغلت عليه منظمة الراقصون المواطنون الجنوب منذ سنة 2021 ضمن مشروعها الاستثماري «No Name Eco-Lab» بإشراف الفنان محمد أمين حمودة. كان هذا المختبر بمثابة ورشة تجريبية مفتوحة، انطلقت من معاينة دقيقة لواقع الجنوب التونسي وإمكاناته الطبيعية والحرفية، واستجابت للأهداف العامة التي وضعتها المنظمة لبناء علاقة جديدة بين الإنسان والبيئة، وبين المادة والمكان، ضمن رؤية تهدف إلى إعادة اكتشاف علاقتنا بالأرض وبالأشياء التي تنمو من حولنا، وتعزيز ممارسات مستدامة تحفظ الموارد وتضمن استمراريتها للأجيال القادمة.
ومع تطوّر الممارسة الميدانية، أصبح المختبر مساحة للتجريب الحرّ على المعارف الأصِيلَةُ والتقنيات المُشاعِيَّة، وتجريب كل ما هو متاح في البيئة المحيطة عبر البحث والتفاعل المباشر مع المادة، ومعرفة ما تحتمله من إمكانات للتطوير والتحويل والإبداع. ومن خلال هذه التجارب، رافق المختبر جيل جديد من الفاعلين المحليين من فنانين وحرفيين ومصمّمين وفتح أمامهم مسارات جديدة للتعلم والإنتاج، وأتاح لهم فرص العرض والمشاركة في معارض أقيمت في قابس وتونس وعدد من المدن الأوروبية.
ونتيجة لهذا التراكم المعرفي/الميداني، وُضع برنامج من وإلى الناس ليكون امتداداً طبيعياً لهذا المسار البحثي ولِيُؤطّر كل هذه التجارب في شكل مسار تكويني واضح، يوفر بيئة تعليمية وتجريبية يتفاعل فيها المشاركون مع المعارف الأصيلة والتقنيات المشاعية، ويطوّرون من خلالها مهارات جديدة تجعلهم قادرين على إنتاج مواد، تصاميم، ومقاربات مبتكرة تستجيب لاحتياجات عصرنا دون الانفصال عن سياقهم المحلي.
ينطلق برنامج – من وإلى الناس – من هذا الإدراك، بوصفه مبادرة إبداعية وفكرية تستكشف موقع الفن والتصميم في زمن التحوّلات الكبرى، وتبحث في الدور الذي يمكن أن تلعبه الممارسة الفنية الإبداعية في بناء استجابات جديدة لهذه التحوّلات، من خلال التجريب والبحث.
يركّز البرنامج على إعادة تخيّل المستقبل بشكل مستدام، واستكشاف حلول بديلة للأزمة البيئية والاجتماعية والاقتصادية متجذّرة في ممارسات معاصرة و موروثة و معرفية أصيلة. كما يسعى إلى إعادة التفكير في العلاقات التي تشكّل أنظمتنا البيئية، بما في ذلك الروابط الحيوية بين الإنسان والطبيعة، وإلى تأسيس علاقة إيجابية بين التدخّل البشري النشط والبيئة.
يهتم البرنامج كذلك بعلاقتنا بالأرض، وبطريقة عيشنا مع الأشياء التي تنمو من حولنا، ويهدف إلى تعزيز منطق التعامل مع الطبيعة والاستفادة منها بشكل مستدام، لضمان ديمومتها واستمراريتها للأجيال القادمة، داعيا إلى أخلاقيات ممارسة جديدة تُشرك الإنسان في رعاية الطبيعة بوصفها شريكا في الوجود، لا موردا للاستهلاك.
في هذا الإطار تقترح الراقصون المواطنون الجنوب هذا البرنامج كتجربة تمتد داخل وسائط متعددة، تتحوّل فيها المادة إلى شريك في إنتاج المعنى والمنتجات المعاصرة و أين تُفهم المسؤولية الجمالية بوصفها جزءا لا ينفصل عن المسؤولية الاجتماعية والمعرفية.
يقوم البرنامج على مختبر جماعي مفتوح للتجريب والبحث والممارسة المتعدّدة التخصّصات، وهو دعوة للفنانين والمصمّمين والحرفيين الناشئين للانخراط في عملية بحث عضوي تتقاطع فيها المعرفة والنقد مع الممارسة والتصميم مع الفعل الاجتماعي، ضمن ما يمكن وصفه بـإيكولوجيا الممارسات الإبداعية.
يُقدم البرنامج مختبرا مفتوحا للتّصميم و الفنون المعاصرة، والممارسات الإيكولوجية، حيث تتقاطع الحرفة مع البحث، والطبيعة مع المسار التجريبي ويتحوّل التصميم والموضة والنحت إلى وسائط متعددة للتفكير والإنتاج. في هذا الفضاء، تُعامل المادة بوصفها كائنا يحمل ذاكرة المكان، ويُعاد تشكيلها ضمن تجربة تسعى إلى تحقيق توازن حيّ بين الممارسات المعاصرة و الوظيفة والمسؤولية البيئية.
يوفّر البرنامج بيئة ممارسة حقيقية:
يمتدّ المنهج التكويني للبرنامج على عشرة أشهر، ويقوم على الربط بين التكوين المهني، المقاربات الايكولوجية، البحث في الفن والتصميم. يستند البرنامج ايضا على التأهيل الاجتماعي والاقتصادي ومقاربة التعلّم القائم على الممارسة. يتحوّل التكوين هنا إلى فضاء تجريبي تتفاعل فيه المهارات اليدوية والعقلية مع الفكر النقدي والوعي البيئي والاجتماعي، ليصبح التعلم نفسه ممارسة فنية ومعرفية تسعى إلى إعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والمادة.
يتقدّم التكوين عبر وحدات مترابطة تتقاطع فيها الفنون المعاصرة مع الحرف اليدوية والموضة والتصميم، كما تدمج البعد الفني مع المهارات الحياتية والمعرفية في إطار بيداغوجي يعزّز الانتقال من المعرفة النظرية إلى الإنتاج التطبيقي.
تهدف هذه الوحدة إلى تطوير المهارات الشخصية والاجتماعية والإبداعية للمشاركين، من خلال أربعة إقامات تجريبية مكثّفة تمتدّ كل إقامة منها على ستة أيام.
يركّز هذا الجزء على:
تجمع هذه الوحدة بين الجانب الحرفي، التصميمي، والفني ضمن مقاربة إيكولوجية تهدف إلى تطوير مهارات إنتاج مستدامة متجذّرة في المعارف الأصِيلَةُ والتقنيات المُشاعِيَّة.
تُنظم الوحدة في ثلاثة مسارات متكاملة:
تُركز هذه الوحدة على إتقان التقنيات العملية وفهم تفاعلات المواد ضمن منظور جمالي ووظيفي، كما تدرّب المشاركين على تحليل الأثر البيئي والجمالي لأعمالهم، سعيا إلى خلق لغة فنية معاصرة متجذّرة في سياقها المحلي ومستجيبة للتحدّيات البيئية الراهنة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا البرنامج لا يعتمد نموذجا تكوينيا تقليديا، بل يقترح مسارا تعليميا وتجريبيا مفتوحا تقوم وحداته ومساراته على التفاعل المستمر تأسس لمحطّات تعليمية واستكشافية تتقاطع وتتداخل مع بعضها، وتُبنى وفق بيداغوجيا التجريب والمشاركة، داخل مسار تكويني حيّ.
يستهدف برنامج – من وإلى الناس – مجموعة من الفنانين، المصمّمين، والحرفيين الناشئين المقيمين في جنوب تونس، ممن يسعون إلى تطوير مشاريعهم ضمن إطار الفن المعاصر، التصميم، والموضة المستدامة، ويرغبون في بناء مسار مهني قائم على البحث، التجريب، والمسؤولية البيئية والاجتماعية.
* لا يُشترط تكوين أكاديمي مسبق في الفن أو التصميم، لكن يُطلب مستوى أساسي من المهارة التقنية أو الخبرة الميدانية في ممارسة فنية أو حرفية.
ملاحظة: لا توجد رسوم ترشّح أو مشاركة، ويُتكفّل البرنامج بمصاريف الإقامة والتنقل والمواد الأساسية ضمن سقف محدّد.
تُقدَّم الترشّحات حصريًا عبر الموقع الرسمي لـمنظمة الراقصون المواطنون الجنوب، من خلال الرابط التالي: أنقر هنا
*ملاحظة هامة بخصوص الاستمارة: يرجى الانتباه أنّ هذه الاستمارة لا تتضمّن خاصية الحفظ التلقائي أو المتابعة لاحقاً. لذلك، نرجو منكم تعبئة جميع الخانات وإتمام الترشّح دفعة واحدة دون الانقطاع عن الصفحة، لأنّ مغادرة الاستمارة أو إعادة تحميل الصفحة سيؤدّي إلى فقدان كلّ المعطيات المدخلة.
لمعاينة الطلب، أنقر/ي هنا
يُجرى الفرز الأوّلي للملفات من قبل فريق الراقصون المواطنون الجنوب، وذلك بهدف التثبّت من استكمال الملفات والتأكّد من مطابقتها لشروط المشاركة والتزامها بالمعايير الأساسية للبرنامج.
بعد هذه المرحلة، تُحال الملفات المستوفية للشروط إلى لجنة خارجية ومستقلة يتمّ تعيينها خصيصًا لهذا الغرض.
تعمل اللجنة وفق معايير شفافة وموضوعية، وتشرف على جميع مراحل التقييم والمقابلات لضمان استقلالية القرار وجودة الاختيار.
تعتمد عملية التقييم على المعايير التالية: